-ألحقني يا رسول الله، دول عايزين يقتلوني!
في المدينة، في يوم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم واحد اسمه الحارث بن أبي ضرار الخزاعي، فسيدنا النبي دعاه للإسلام فأسلم
وبما إنه أصبح مسلم فبالتالي تفرض عليه الزكاة.
وبالفعل سيدنا النبي أخبره بالزكاة وفرضيتها على كل مسلم، فالحارث اعترف بيها وأقرها على نفسه.
مش بس كده، لا، ده الحارث كمان عرض على سيدنا النبي إنه يرجع لقومه فيدعوهم إلي الإسلام، واللي هيؤمن منهم هيجمع منه الزكاة ويخليها معاه لحد ما سيدنا النبي يبعتله صحابي من طرفه ياخد الزكاة اللي جمعها الحارث ويوصلها لسيدنا النبي تاني.
الصحابي اللي سيدنا النبي هيبعته للحارث ده بيُسمى (رسول) وهو بيكون الشخص اللي بيوصل رسالة أو أمانة من شخص لشخص.
والرسول اللي كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هيبعته للحارث هو الصحابي الوليد بن عُقبة.
-تمام؟
=تمام.
وبالفعل الحارث رجع لقومه ودعاهم للإسلام وجمع منهم الزكاة، وجه الوقت المنتظر واللي مفروض سيدنا النبي هيبعت فيه الوليد للحارث عشان ياخد منه الزكاة، لكن للأسف الوليد ماجاش!
الحارث بن أبي ضرار لما لقى إن الوليد (رسول رسول الله)ماجاش في المعاد المُتفق عليه خاف جدًا لإن سيدنا النبي مابيخلفش معاده ولا عهوده أبدًا، وفضل يفكر عن سبب تأخير الوليد وإن أكيد سيدنا النبي منع الوليد من الخروج لغضبه من الحارث من أمر ما هو مايعرفهوش أو إن إسلامه لم يُقبل مثلًا!
وبعد تفكير طويل بعت الحارث لقومه وقالهم:"انْطَلِقُوا، فَنَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
(هنروح احنا لرسول الله نعطيه الزكاة بنفسنا).
وفعلًا جمعوا نفسهم وجهزوا الخيول و الجِمال وخدوا الزكاة معاهم.
ومن الطبيعي ياخدوا معاهم سلاح يأمنوا بيه نفسهم في حال لو طلع عليهم قُطاع طريق فيعرفوا يدافعوا عن نفسهم وعن الزكاة اللي معاهم من السرقة.
المفارقة الغريبة إن في نفس ذات الوقت كان سيدنا النبي أرسل الوليد للحارث في المعاد المتفق عليه بس الوليد أتأخر في الطريق.
على مالوليد تقريبًا وصل لنص الطريق شاف الحارث وقومه كلهم جايين بقافلة كبيرة (أحصنة وجِمال) ومعاهم سلاح ورايحين ناحية المدينة!
فقال لنفسه:"بس ده الحارث وقومه ناويين على الشر والغدر وأردتدوا عن الإسلام وطالعين عشان يقتلوني ويروحوا بعد كده لسيدنا النبي ويخنوه ويغدروا بيه ويحاربوه على فجأة)!
فقام جري وسبقهم ورجع لسيدنا النبي وقاله:"يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْحَارِثَ مَنَعَنِي الزَّكَاةَ، وَأَرَادَ قَتْلِي"!
فسيدنا النبي بعت بعض الصحابة ينتظروا الحارث وقومه عشان لو كانوا جايين بالشر زي مالوليد قال فيمنعوهم.
فلما الحارث وصل المدينة وشاف الصحابة دول واقفين سألهم وقال:"إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ"؟
(انتوا جايين لمين)؟
فقَالُوا: إِلَيْكَ
فرظ وقَالَ: وَلِمَ؟
فقَالُوا:"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَعَثَ إِلَيْكَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكَاةَ، وَأَرَدْتَ قَتْلَهُ"
فقَالَ:"لَا، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً، وَلَا أَتَانِي"
(والله ماشوفته ولا جاني أصلًا فإزاي هكون حاولت أقتله)!
فلما دخل الحارث على سيدنا النبي، سيدنا النبي بصله وسأله:"منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟!
فالحارث قال:" لا، والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني، وما أقبلت إلا حين احتبس عَلىَّ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت ان تكون كانت سخطه من الله عز وجل ورسوله"
فأنزل الله آية ٦ من سورة الحجرات
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
أنت مُتخيل إن بمجرد فهم خاطئ لفرد كان ممكن يؤدي لحرب بين المسلمين لم يتبينوا لصدق الخبر من عدمه فكان هيروح ضحيته أعداد كبيرة من القتلى والمصابين!
#فتبينوا..النداء خاص للمؤمنين حتى قيام الساعة
بص فلان قال إيه بص فلان عاد إيه...فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
والله أعلم
#أسباب_نزول_آيات_القرآن
علمنا الله وإياكم
#هبة_شلبي