قد يخطئ الإنسان اليوم في حكمه على أثر من الآثار ، فيستكبر الصغير ، ويستصغر الكبير . قد يُخطئ جيلاً ، لكنّه لا يخطئ دهراً . فالأثر الخالد لا يموت ، والميّت لا يعيش .
ليس كالأدب مسرحاً يظهر عليه الإنسان بكل مظاهره الروحية والجسديّة ، ففي الأدب يرى نفسه ممثلاً وشاهداً في وقت واحد ، وهنالك يسمع نبضات قلبه في نبضات سواه ، ويلمس أشواق روحه في أشواق روح غيره ، فيرى عن نفسه ما كان خفيّاً عنه ، وينطق بما كان لسانه عتيّاً عن النطق به ، فيقترب من نفسه ويقترب من العالم . والأديب الذي يستحقّ أن يُدعى أديباً هو من يُزوّد رسوله من قلبه ولبه .
#الغربال
#ميخائيل_نعيمه